يكثر في هذه الأيام الحديث عن تحرير المرأة ، حيث نشهد صراعاً فكرياً وعقدياً في وسائل الإعلام المختلفة والمنتديات وعلى صفحات الجرائد والمجلات ، حول مساواة المرأة بالرجل في مجالات العمل، ومزاحمته والاختلاط به في النوادي والملاهي والمؤتمرات ، وشتى التجمعات وذلك بسبب تزايد ارتفاع الأصوات المدعومة من الغرب بمثل هذه الدعوى، والترويج لها، خدمة وتطبيقاّ للنظرة الغربية في الدعوة إلى المساواة بين الرجل و المرأة في كافة الحقوق والواجبات . وعلى الرغم من أن النظرة الغربية لا تستند إلى مبادئ أخلاقية ، ولا إلى حقائق منطقية عقلانية ، و لا إلى دراسات علمية تجريبية ، وإنما تستند إلى ثورة عبثية لا أخلاقية على الأديان والأخلاق والقيم والفضائل ، روّج لها الاستعمار في دول العالم الثالث ومنها دول العالم الإسلامي بعد أن وجد في هذه الدول حلفاء مارقين عن دينهم وقيمهم وأخلاق مجتمعاتهم، ومن بعض المنافقين الذين في قلوبهم مرض الشهوات والشبهات، فيما يتوجع كثير من المفكرين وعلماء الاجتماع في الدول الغربية و تتعالى صرخاتهم مشفوعة بإحصاءات علمية تشير إلى النتائج السيئة المترتبة على الفرد والمجتمع جراء ما عملته الانظمة المادية القائمة في عالم اليوم ومن وحي التقاليد والمفاهيم النابعة من عقيدة كل أمة من الأمم الغربية المعاصرة ونظرتها للحياة والوجود، من تفكيك نظام الأسرة وتهميش الروابط التي تنشأ داخلها، حيث كان هذا المبدأ جزءاً لا يتجزأ من المنطلقات النظرية والبرامج العملية لتلك الانظمة، وقد اختلفت قوة هذه الانظمة القائمة على عناصر الاختراق الثقافي لنظام الأسرة في المجتمعات الأخرى وعلى رأسها المجتمعات الإسلامية، حتى أوجد حالة من الصراع الحضاري والثقافي بين الأمة الإسلامية التي تتمتع بقدرات ذاتية فائقة تستند على نظم حياة شاملة متماسكة إلا إنها تفتقد لعنصر المبادرة والقدرة على التحصن الثقافي بسبب غياب الوعي الذي يرتفع بالمعارف لدى الأفراد إلى مستوى الاختراق الثقافي من قبل نظم الحياة المتبعة في تلك الانظمة المادية.
وبالنظر لما تشكله المرأة في الأسرة حسب المنهج الإسلامي كونها نصف المجتمع ، فهي التي تربي النصف الآخر وهى الأم والأخت والزوجة والابنة ومصدر الحنان والعاطفة في الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه ...كما كرم الله الأم ووصى بها إحساناً في القرآن فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على أكتافها. وما أصدق الشاعر المصري حافظ إبراهيم في قوله :
الأم مدرســة إذا أعددتهــا أعددت شعبـاً طيـب الأعــراق
ولأهمية المرأة في الأسرة التي هي اللبنة الأولى لتكوين المجتمع ، وهي نقطة الانطلاق في إنشاء وتنشئة العنصر الإنساني ، ونقطة البدء المؤثرة في جميع مرافق المجتمع ومراحل سيره الايجابية والسلبية ، فقد أبدى الإسلام عناية خاصة بالأسرة ، فوضع لها آداباً وفقهاً متكاملاً شاملاً لجميع جوانبها النفسية والسلوكية . وهذا الفقه لم ينشأ من فراغ ولا هو بحث في فراغ ، وإنّما هو فقه واقعي ، يراعي الطبيعة البشرية بما فيها الفوارق الجسدية والنفسية بين الجنسين ، ويراعي الحاجات الفطرية ، فلا يبدلها ولا يعطلها ولا يحمّلها ما لا تطيق ، وهو يتمثل بالدقة في تناول كل خالجه نفسية وكل موقف وكل حركة سلوكية ، ويجعل العلاقات في داخل الأسرة علاقات سكنٍ للروح وطمأنينةٍ للقلب وراحةٍ للجسد ، علاقات ستر وإحصان ، ويهذب النفس للحيلولة دون استسلامها للأهواء والشهوات المتقلبة ، ويحررها من نزعات المطامع والرغبات الزائلة .
ووفقاً لذلك جاءت أحكام الأسرة في التشريع الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من زواج وطلاق ووصية وميراث وحضانة ورضاعة ، ونفقة وولاية على النفس ، وولاية على المال مفصلة وواضحة تبرز أهمية دورها في بناء الأفراد والجماعات. فهي ، تحدّد العلاقات داخل الأسرة على ضوء المرسوم من الحقوق والواجبات القائمة على التكافل والتراحم والتناصح والسماحة والمودة والإحسان ، وترسم للأسرة طريقها في التعامل الاجتماعي ، من أجل التكاتف والتآزر في بناء وإصلاح كيانها والكيان الاجتماعي الكبير وبالتالي فهي ترفد الأسرة بمنهج حياة واقعي يتتبع أهميتها وخصوصياتها وآمالها وآلامها وعلاقاتها ، واضعةً الحلول اللازمة ، وقايةً وعلاجاً للخلافات المتأصلة أو الطارئة .
لهذا شرع الإسلام الزواج بصيغة عقد اقتران وارتباط واجتماع يفيد السماح بالاستمتاع للمتعاقدين ، كما في قوله تعالى في سورة النساء الآية 3 : [ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ]. وفي الحديث النبوي الشريف قوله صلى الله عليه وسلم : [ يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ] .
ويأتي الزواج ليحقق الحكمة التي أرادها الإسلام ، في حفظ التناسل والنوع البشري، والسماح بقضاء الحاجة الجنسية عند الزوجين بشكل مشروع، وتحقيق تربية سليمة للنسل، وتنظيم العلاقة بين الزوجين من خلال رابطة الزواج على أساس تبادل الحقوق والواجبات ، وتوفير المودة والرحمة والسكن النفسي للزوجين.فيما يختلف حُكم الزواج في الإسلام باختلاف حال من يريد الزواج من حيث قدرته على القيام بواجباته ، وخشية الوقوع في الفاحشة ، لذلك فقد يكون فرضاً إذا كان الزوج قادراً على نفقات الزواج وعلى العدل مع نسائه ويتأكد من الوقوع في الزنا إن لم يتزوج، ويكون واجباً إن تحققت الشروط السابقة ويغلب ظن الوقوع في الزنا إن لم يتزوج ، ويكون حراماً في حال ظلم نسائه إن تزوج ، ويكون مكروهاً إذا غلب الظن في وقوع الزوج في الظلم إن تزوج ، ويكون مندوباً إذا كان الفرد في حالة اعتدال بحيث إن لم يتزوج لا يقع في الزنا ولا يخشاه ، كما لا يقع في الظلم ولا يخشاه إن تزوج .
وتأسيساً على ذلك فإن للمرأة مكانة وقدر كبير عند الله تعالى وفي دينه الإسلامي الحنيف ، وعند نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حيث تظهر هذه المكانة واضحة عندما أراد تعالى أن يضرب مثلا للذين امنوا رجالا ونساء فلم يذكر اسم نبي او صحابي او رجل صالح وإنما ضرب المثل بامرأتين وهذا أعظم تكريم للمرأة وهو إن نموذج الإيمان يتمثل في هاتين المرأتين الصالحتين ، كما في قوله تعالى في سورة التحريم : [ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) ]. ونجد أيضاً إن آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته كانت [ ألا استوصوا بالنساء خيرا] ...كما قال [ رفقا بالقوارير] ... ونجد القيمة الكبيرة للمرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بها عندما قال [ اتقوا الله في نسائكم فإنما هن عوان عندكم] .
كما أفرد الدين الإسلامي وفي مصدر تشريعه الأول القرآن الكريم سورة كاملة باسم النساء تتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين في الأرض وخاصة النساء.....فالإسلام هو الذي كرم المرأة وأعاد إليها كرامتها بعد أن كانت مهانة و ذليلة وبلا قيمه في ظل مجتمع الجاهلية وما سبقه من المجتمعات البشرية وعند كل الأمم التي عاصرت او سبقت عهد النبي....حيث كانت تعيش ظروف القهر والاستعباد، والمهانة عند اليهود والنصارى والإغريق و الرومان و الفرس وغيرها من الحضارات القديمة ، وجاء الإسلام ليضع المرأة في مكانها الطبيعي وليغير الصورة تماماً .
وقد نظر الإسلام إلى العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية كما هي عند الغرب . بمعنى أن كلاً منهما يكمل الآخر، أو أنهما شيء واحد هو الإنسان ، لكنهما جنسان أو جزآن متكاملان هما الرجل والمرأة ، وأنهما ليسا متساويين في التكوين والقدرات ، وبالتالي فيستحيل أن يتساويا في الحقوق والواجبات ، لأن المساواة في أي شيء بين المختلفين نقص في العقل ، وظلم في الحكم . وإن من حكمة الله الخالق جل وعلا أنه لم يجعل الاختلاف بين الرجل والمرأة في التكوين الجسمي والنفسي اختلاف تضاد ، بل جعله اختلاف تكامل . فطبيعة الرجل الجسمانية مكملة لطبيعة المرأة ، وكل منهما لا يستغني عن أن يكمّل نفسه بالآخر، ولذلك أصبح الزواج ضرورة إنسانية ، نظراً لأن الجنسين لا يمكن أن يستقل أحدهما عن الآخر . كذلك فإن بقاء الجنسين في هذه الحياة لا يكون إلى عن طريق هذا التكامل ، ولو استقل كل منهما عن الآخر ليكون منافساً له – كما تصوره النظرة التنافسية الغربية التي تدعي المساواة – لفنيَ بنو الإنسان ، وانتهت الحياة .
إن قوة الرجل الجسمانية والنفسانية تناسب مواجهة ظروف الحياة الخارجية للأسرة لحمايتها وتموينها ، وإن ضعف المرأة الجسماني والنفساني يناسب الطمأنينة والسكينة التي تحتاجها الأسرة في جوها الأسري الداخلي ، لذلك فالعلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة تحيط الأسرة بسياج أمني لحياتها المعيشية ، وجوّ لطيف لحياتها النفسية والاجتماعية .فالمرأة ليست أقل ولا أكثر من الرجل في قيمتها الإنسانية ، ولا منزلتها الإيمانية ، فهما سواء في القيمة ، ولكنهما مختلفان في الدور والوظيفة[ 1 ] .
وقد برزت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي من خلال ما منحها من حقوق والتي تبرز في [ 2 ] : -
1. مساواة المرأة بالرجل في الكرامة الآدمية : كما في قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 70 : [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ] .
2. مساواة المرأة بالرجل في الإنسانية : كما في قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 189 : [هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ] .
3. مساواة المرأة بالرجل في الحقوق في مختلف مجالات الحياة ، فلا تمييز بينهما في عقود البيع والإجارة والوكالة ، ولا فرق بينهما في معاملات الميدان الاقتصادي ، فهما متماثلان في أهلية التملك وطرق الكسب والعمل ، ومتساويان في الحقوق الاجتماعية كحق اختيار الزوج وحق التعليم وغيرها .
4. مساواة المرأة بالرجل أمام القانون فهما سواء في تحمل تبعة أعمالهما ، وفي حقهما في حفظ النفس والمال والعرض كما في قوله تعالى في سورة المائدة الآية 38 : [ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ] ، وفي سورة النور الآية 2 : [ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ] .
5. مساواة المرأة بالرجل في أهلية التدين والعبادة ، وما يترتب عليهما من ثواب وجزاء ، كما في قوله تعالى في سورة النحل الآية 97 : [ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ] . ويتساويان في أهلية العبادة والأخلاق والقيام بالأعمال الصالحة كما في قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 35 : [ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ] .
6. مساواة المرأة بالرجل في حق الحياة ، هذا الحق الذي كانت محرومة منه قبل الإسلام لمجرد إنها أنثى ، كما في قوله تعالى في سورة التكوير الآيات 8-9 : [ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)] . وأنكر الإسلام إظهار الكراهة لولادتها ، كما في قوله تعالى في سورة النحل الآية 58 : [ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ] .
7. منحها الإسلام حق إبداء الرأي والتعبير عنه ، سواء كان الرأي متعلق باختيار الخليفة أو النيابة ، أو اختيار الزوج ، أو اختيار الشريك في المال وغيرها .
8. أكرم الإسلام المرأة بنتاً وزوجة وأماً ، وأمر بتعليم البنت وحسن تأديبها ودعا إلى حسن معاشرة الزوجة ، وأوصى بالأم خيراً لا سيما عند الكبر .
9. منح المرأة حق الميراث بنتاً وأماً وزوجة وفي ذلك أحكام واضحة وردت في سورة النساء .
10. جعل للمرأة حقوق مشتركة مع الرجل ، وأن احتفظ الزوج بقوامة الأسرة ، كما في قوله تعالى في سورة البقرة الآية 228 : [ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ] .
11. ضبط الإسلام مسألة الطلاق وتعدد الزوجات بحيث لا يلحق ضرراً بالزوجة .
من هنا تفاخر المرأة المسلمة بقية نساء الدنيا بما منحها الإسلام من حقوق ، وبما قرر لها من رفيع المكانة سواء في المجال الإنساني والمجال الاجتماعي والمجال الحقوقي ، حتى عد موقف الإسلام هذا وما أضفاه من مكانة، كثورة على المعتقدات والأفكار التي كانت سائدة قبله ، أو قياساً بذات المكانة في بقية الأديان والأمم المعاصرة .
ولو استعرضنا تاريخ الأمم المسلمة سنجد نماذج وصور لنساء خالدات عبر التاريخ بدءاً من أمنا حواء مروراً بسارة وهاجر زوجتا سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وأم سيدنا موسى عليه السلام ، واسيا بنت مزاحم زوجة فرعون ، وماشطة بنت فرعون ، وزوجة سيدنا موسى بنت سيدنا شعيب عليهما السلام ، وزوجة سيدنا أيوب عليه السلام ، وامرأة عمران ، والسيدة مريم العذراء ، وأمهات المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خويلد وعائشة وأم سلمة وحفصة وجويرة بنت الحارث وزينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وصفية بنت حيي بن اخطب ، والسيدة سمية أم عمار بن ياسر ، ونسيبة بنت كعب أم عماره ، وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وزينب بنت علي بن أبي طالب ، والخنساء وخولة بنت الازور، وفاطمة زوجة الخليفة عمر بن عبد العزيز ، وغيرهن من الخالدات ، وهذا فيض من غيض عن قدر المرأة عند الله ومكانتها في الإسلام التي رفعها بها إلى يوم لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته على الحوض يوم لا ينفع مال ولا بنون .
وبالنظر لما تشكله المرأة في الأسرة حسب المنهج الإسلامي كونها نصف المجتمع ، فهي التي تربي النصف الآخر وهى الأم والأخت والزوجة والابنة ومصدر الحنان والعاطفة في الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه ...كما كرم الله الأم ووصى بها إحساناً في القرآن فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على أكتافها. وما أصدق الشاعر المصري حافظ إبراهيم في قوله :
الأم مدرســة إذا أعددتهــا أعددت شعبـاً طيـب الأعــراق
ولأهمية المرأة في الأسرة التي هي اللبنة الأولى لتكوين المجتمع ، وهي نقطة الانطلاق في إنشاء وتنشئة العنصر الإنساني ، ونقطة البدء المؤثرة في جميع مرافق المجتمع ومراحل سيره الايجابية والسلبية ، فقد أبدى الإسلام عناية خاصة بالأسرة ، فوضع لها آداباً وفقهاً متكاملاً شاملاً لجميع جوانبها النفسية والسلوكية . وهذا الفقه لم ينشأ من فراغ ولا هو بحث في فراغ ، وإنّما هو فقه واقعي ، يراعي الطبيعة البشرية بما فيها الفوارق الجسدية والنفسية بين الجنسين ، ويراعي الحاجات الفطرية ، فلا يبدلها ولا يعطلها ولا يحمّلها ما لا تطيق ، وهو يتمثل بالدقة في تناول كل خالجه نفسية وكل موقف وكل حركة سلوكية ، ويجعل العلاقات في داخل الأسرة علاقات سكنٍ للروح وطمأنينةٍ للقلب وراحةٍ للجسد ، علاقات ستر وإحصان ، ويهذب النفس للحيلولة دون استسلامها للأهواء والشهوات المتقلبة ، ويحررها من نزعات المطامع والرغبات الزائلة .
ووفقاً لذلك جاءت أحكام الأسرة في التشريع الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من زواج وطلاق ووصية وميراث وحضانة ورضاعة ، ونفقة وولاية على النفس ، وولاية على المال مفصلة وواضحة تبرز أهمية دورها في بناء الأفراد والجماعات. فهي ، تحدّد العلاقات داخل الأسرة على ضوء المرسوم من الحقوق والواجبات القائمة على التكافل والتراحم والتناصح والسماحة والمودة والإحسان ، وترسم للأسرة طريقها في التعامل الاجتماعي ، من أجل التكاتف والتآزر في بناء وإصلاح كيانها والكيان الاجتماعي الكبير وبالتالي فهي ترفد الأسرة بمنهج حياة واقعي يتتبع أهميتها وخصوصياتها وآمالها وآلامها وعلاقاتها ، واضعةً الحلول اللازمة ، وقايةً وعلاجاً للخلافات المتأصلة أو الطارئة .
لهذا شرع الإسلام الزواج بصيغة عقد اقتران وارتباط واجتماع يفيد السماح بالاستمتاع للمتعاقدين ، كما في قوله تعالى في سورة النساء الآية 3 : [ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ]. وفي الحديث النبوي الشريف قوله صلى الله عليه وسلم : [ يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ] .
ويأتي الزواج ليحقق الحكمة التي أرادها الإسلام ، في حفظ التناسل والنوع البشري، والسماح بقضاء الحاجة الجنسية عند الزوجين بشكل مشروع، وتحقيق تربية سليمة للنسل، وتنظيم العلاقة بين الزوجين من خلال رابطة الزواج على أساس تبادل الحقوق والواجبات ، وتوفير المودة والرحمة والسكن النفسي للزوجين.فيما يختلف حُكم الزواج في الإسلام باختلاف حال من يريد الزواج من حيث قدرته على القيام بواجباته ، وخشية الوقوع في الفاحشة ، لذلك فقد يكون فرضاً إذا كان الزوج قادراً على نفقات الزواج وعلى العدل مع نسائه ويتأكد من الوقوع في الزنا إن لم يتزوج، ويكون واجباً إن تحققت الشروط السابقة ويغلب ظن الوقوع في الزنا إن لم يتزوج ، ويكون حراماً في حال ظلم نسائه إن تزوج ، ويكون مكروهاً إذا غلب الظن في وقوع الزوج في الظلم إن تزوج ، ويكون مندوباً إذا كان الفرد في حالة اعتدال بحيث إن لم يتزوج لا يقع في الزنا ولا يخشاه ، كما لا يقع في الظلم ولا يخشاه إن تزوج .
وتأسيساً على ذلك فإن للمرأة مكانة وقدر كبير عند الله تعالى وفي دينه الإسلامي الحنيف ، وعند نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حيث تظهر هذه المكانة واضحة عندما أراد تعالى أن يضرب مثلا للذين امنوا رجالا ونساء فلم يذكر اسم نبي او صحابي او رجل صالح وإنما ضرب المثل بامرأتين وهذا أعظم تكريم للمرأة وهو إن نموذج الإيمان يتمثل في هاتين المرأتين الصالحتين ، كما في قوله تعالى في سورة التحريم : [ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) ]. ونجد أيضاً إن آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته كانت [ ألا استوصوا بالنساء خيرا] ...كما قال [ رفقا بالقوارير] ... ونجد القيمة الكبيرة للمرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بها عندما قال [ اتقوا الله في نسائكم فإنما هن عوان عندكم] .
كما أفرد الدين الإسلامي وفي مصدر تشريعه الأول القرآن الكريم سورة كاملة باسم النساء تتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين في الأرض وخاصة النساء.....فالإسلام هو الذي كرم المرأة وأعاد إليها كرامتها بعد أن كانت مهانة و ذليلة وبلا قيمه في ظل مجتمع الجاهلية وما سبقه من المجتمعات البشرية وعند كل الأمم التي عاصرت او سبقت عهد النبي....حيث كانت تعيش ظروف القهر والاستعباد، والمهانة عند اليهود والنصارى والإغريق و الرومان و الفرس وغيرها من الحضارات القديمة ، وجاء الإسلام ليضع المرأة في مكانها الطبيعي وليغير الصورة تماماً .
وقد نظر الإسلام إلى العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية كما هي عند الغرب . بمعنى أن كلاً منهما يكمل الآخر، أو أنهما شيء واحد هو الإنسان ، لكنهما جنسان أو جزآن متكاملان هما الرجل والمرأة ، وأنهما ليسا متساويين في التكوين والقدرات ، وبالتالي فيستحيل أن يتساويا في الحقوق والواجبات ، لأن المساواة في أي شيء بين المختلفين نقص في العقل ، وظلم في الحكم . وإن من حكمة الله الخالق جل وعلا أنه لم يجعل الاختلاف بين الرجل والمرأة في التكوين الجسمي والنفسي اختلاف تضاد ، بل جعله اختلاف تكامل . فطبيعة الرجل الجسمانية مكملة لطبيعة المرأة ، وكل منهما لا يستغني عن أن يكمّل نفسه بالآخر، ولذلك أصبح الزواج ضرورة إنسانية ، نظراً لأن الجنسين لا يمكن أن يستقل أحدهما عن الآخر . كذلك فإن بقاء الجنسين في هذه الحياة لا يكون إلى عن طريق هذا التكامل ، ولو استقل كل منهما عن الآخر ليكون منافساً له – كما تصوره النظرة التنافسية الغربية التي تدعي المساواة – لفنيَ بنو الإنسان ، وانتهت الحياة .
إن قوة الرجل الجسمانية والنفسانية تناسب مواجهة ظروف الحياة الخارجية للأسرة لحمايتها وتموينها ، وإن ضعف المرأة الجسماني والنفساني يناسب الطمأنينة والسكينة التي تحتاجها الأسرة في جوها الأسري الداخلي ، لذلك فالعلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة تحيط الأسرة بسياج أمني لحياتها المعيشية ، وجوّ لطيف لحياتها النفسية والاجتماعية .فالمرأة ليست أقل ولا أكثر من الرجل في قيمتها الإنسانية ، ولا منزلتها الإيمانية ، فهما سواء في القيمة ، ولكنهما مختلفان في الدور والوظيفة[ 1 ] .
وقد برزت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي من خلال ما منحها من حقوق والتي تبرز في [ 2 ] : -
1. مساواة المرأة بالرجل في الكرامة الآدمية : كما في قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 70 : [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ] .
2. مساواة المرأة بالرجل في الإنسانية : كما في قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 189 : [هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ] .
3. مساواة المرأة بالرجل في الحقوق في مختلف مجالات الحياة ، فلا تمييز بينهما في عقود البيع والإجارة والوكالة ، ولا فرق بينهما في معاملات الميدان الاقتصادي ، فهما متماثلان في أهلية التملك وطرق الكسب والعمل ، ومتساويان في الحقوق الاجتماعية كحق اختيار الزوج وحق التعليم وغيرها .
4. مساواة المرأة بالرجل أمام القانون فهما سواء في تحمل تبعة أعمالهما ، وفي حقهما في حفظ النفس والمال والعرض كما في قوله تعالى في سورة المائدة الآية 38 : [ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ] ، وفي سورة النور الآية 2 : [ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ] .
5. مساواة المرأة بالرجل في أهلية التدين والعبادة ، وما يترتب عليهما من ثواب وجزاء ، كما في قوله تعالى في سورة النحل الآية 97 : [ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ] . ويتساويان في أهلية العبادة والأخلاق والقيام بالأعمال الصالحة كما في قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 35 : [ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ] .
6. مساواة المرأة بالرجل في حق الحياة ، هذا الحق الذي كانت محرومة منه قبل الإسلام لمجرد إنها أنثى ، كما في قوله تعالى في سورة التكوير الآيات 8-9 : [ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)] . وأنكر الإسلام إظهار الكراهة لولادتها ، كما في قوله تعالى في سورة النحل الآية 58 : [ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ] .
7. منحها الإسلام حق إبداء الرأي والتعبير عنه ، سواء كان الرأي متعلق باختيار الخليفة أو النيابة ، أو اختيار الزوج ، أو اختيار الشريك في المال وغيرها .
8. أكرم الإسلام المرأة بنتاً وزوجة وأماً ، وأمر بتعليم البنت وحسن تأديبها ودعا إلى حسن معاشرة الزوجة ، وأوصى بالأم خيراً لا سيما عند الكبر .
9. منح المرأة حق الميراث بنتاً وأماً وزوجة وفي ذلك أحكام واضحة وردت في سورة النساء .
10. جعل للمرأة حقوق مشتركة مع الرجل ، وأن احتفظ الزوج بقوامة الأسرة ، كما في قوله تعالى في سورة البقرة الآية 228 : [ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ] .
11. ضبط الإسلام مسألة الطلاق وتعدد الزوجات بحيث لا يلحق ضرراً بالزوجة .
من هنا تفاخر المرأة المسلمة بقية نساء الدنيا بما منحها الإسلام من حقوق ، وبما قرر لها من رفيع المكانة سواء في المجال الإنساني والمجال الاجتماعي والمجال الحقوقي ، حتى عد موقف الإسلام هذا وما أضفاه من مكانة، كثورة على المعتقدات والأفكار التي كانت سائدة قبله ، أو قياساً بذات المكانة في بقية الأديان والأمم المعاصرة .
ولو استعرضنا تاريخ الأمم المسلمة سنجد نماذج وصور لنساء خالدات عبر التاريخ بدءاً من أمنا حواء مروراً بسارة وهاجر زوجتا سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وأم سيدنا موسى عليه السلام ، واسيا بنت مزاحم زوجة فرعون ، وماشطة بنت فرعون ، وزوجة سيدنا موسى بنت سيدنا شعيب عليهما السلام ، وزوجة سيدنا أيوب عليه السلام ، وامرأة عمران ، والسيدة مريم العذراء ، وأمهات المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خويلد وعائشة وأم سلمة وحفصة وجويرة بنت الحارث وزينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وصفية بنت حيي بن اخطب ، والسيدة سمية أم عمار بن ياسر ، ونسيبة بنت كعب أم عماره ، وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وزينب بنت علي بن أبي طالب ، والخنساء وخولة بنت الازور، وفاطمة زوجة الخليفة عمر بن عبد العزيز ، وغيرهن من الخالدات ، وهذا فيض من غيض عن قدر المرأة عند الله ومكانتها في الإسلام التي رفعها بها إلى يوم لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته على الحوض يوم لا ينفع مال ولا بنون .